الإمارات وإسرائيل تتفقان على إقامة علاقات دبلوماسية بينهما ضمن اتفاق سلام تاريخي

وقعت دولة الإمارات وإسرائيل اتفاقية دبلوماسية فاصلة بوساطة من الإدارة الأمريكية والتي أشرفت على اتفاق الجانبين على "تطبيع كامل للعلاقات بينهما" مقابل قيام إسرائيل بالتوقف عن خططها لضم مستوطناتها الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، حسبما جاء بجريدة نيويورك تايمز. وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاتفاق ووصفه بـ "الخطوة المهمة نحو بناء شرق أوسط أكثر سلاما وأمنا وازدهارا"، وقال أيضا إن اتفاق السلام سيؤدي إلى مزيد من الاستثمارات والأمن، لأن الدولتان ستطلقان رحلات جوية منتظمة بينهما كما ستفتح كل منهما سفارة لها بالدولة الأخرى. وبهذا الاتفاق تكون الإمارات أول دولة خليجية تكون علاقات رسمية مع تل أبيب والثالثة عربيا بعد مصر والأردن.

 

والسيسي يشيد بالاتفاق: قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تغريدة له على موقع تويتر، عقب الإعلان عن الاتفاق: "تابعت باهتمام وتقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية واتخاذ خطوات من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط، كما أثمن جهود القائمين علي هذا الاتفاق من أجل تحقيق الازدهار و الاستقرار لمنطقتنا". كما هنأ الرئيس السيسي، في اتصال هاتفي أول أمس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، على "خطوة السلام التاريخية" التي قامت بها دولة الإمارات والتي من شأنها أن تدفع جهود عملية السلام وتفتح آفاق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفقا لما جاء في بيان رئاسة الجمهورية.

 

إلا أن الاتفاق تسبب في حالة غضب في أرجاء أخرى بالمنطقة، إذ أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس استنكاره ورفضه للاتفاق بين الإمارات وإسرائيل، وأضاف أن الاتفاق يعد "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية". وقال أيضا إن القيادة الفلسطينية تعتبر تلك الخطوة "نسفا للمبادرة العربية للسلام وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، وعدوانا على الشعب الفلسطيني، وتفريطا بالحقوق الفلسطينية والمقدسات، وعلى رأسها القدس والدولة الفلسطينية المستقلة". ولم تخرج ردود أفعال تركيا وإيران وحزب الله عن التوقعات، فقد وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاتفاق بأنه "أمر مشين"، فيما قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إن الخطوة الإماراتية هي خدمة انتخابية لكل من ترامب ونتنياهو وقال إن المزيد من الدول العربية ستحذو حذو أبو ظبي لنيل رضا واشنطن، وفقا لرويترز. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة تدرس سحب سفيرها في أبو ظبي وتعليق العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات بعد اتفاقها مع إسرائيل على تطبيع العلاقات.

 

فهل يمنع الاتفاق إسرائيل من ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية إليها؟ لم يقدم الجانب الإسرائيلي للإمارات أية ضمانات بأنها لن تقدم على ضم أجزاء من الضفة الغربية في المستقبل، واقتصر الأمر على أن الجانبين توصلا إلى "تفاهمات" في هذا الصدد وليست تعهدات ملموسة، وفق ما صرح عمر غباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية، لجريدة الإندبندنت.

 

الولايات المتحدة قد تشعل "أزمة دبلوماسية" بشأن العقوبات المفروضة على إيران: من المحتمل أن تتسبب الولايات المتحدة في حدوث "أزمة دبلوماسية" هذا الأسبوع إذا ما حاولت إعادة تطبيق العقوبات الدولية على إيران، وفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج. وأخفقت جهود واشنطن لتمديد حظر الأسلحة المفروض دوليا على طهران بعد رفض كافة أعضاء مجلس الأمن بالأمم المتحدة الجمعة الماضية عدا دولة الدومنيكان لمشروع قرار أمريكي بتمديد تلك العقوبات. ومن المتوقع أن تلجأ الولايات المتحدة هذا الأسبوع إلى نظام إعادة فرض العقوبات تلقائيا والخاص بفترة ما قبل عام 2015، لتضع نفسها في مواجهة مع أوروبا والصين وروسيا والتي تعارض كلها فرض عقوبات جديدة على طهران.