إسلام سعد يكتب ..كرة القدم للفقراء
الأربعاء 21 أبريل 2021 - 12:49
الجميل أن الفكرة يبدو أنها قتلت في مهدها جراء الرفض الكبير لها من قبل الجماهير و اللاعبين و السياسيين، فقد تراجع مسئولو دوري السوبر الأوروبي عن إقامة المسابقة بعدما انسحب السداسي الإنجليزي( مانشستر سيتي، تشلسي، أرسنال، ليفربول، توتنهام و مانشستر يونايتد) عن المشاركة في البطولة التي بدا الترويج لها ضعيفا أمام موجة عالية رافضة لها.
و تتلخص فكرة دوري السوبر الأوربي في مشاركة 20 ناديا في مسابقة من مجموعتين يتأهل من كل مجموعة الثلاثة الأوائل، و يلعب الرابع و الخامس مع نظيره في المجموعة الثانية ليكتمل عدد أندية دور الثمانية و من ثم تتواصل الأدوار الإقصائية إلى النهائي.و هناك 12 ناديا كانت أعلنت مشاركتها في المسابقة و هي : ريال مدريد و برشلونة وأتليتكو مدريد من إسبانيا-يوفنتوس و اي سي ميلان و انتر ميلان من إيطاليا، إضافة إلى السداسي الإنجليزي السابق ذكره.
الجانب الاقتصادي لعب دورا كبيرا في تحرك تلك الأندية للمشاركة في هذا المشروع، فالأندية التي كانت تنوي المشاركة بشكل دائم في دوري السوبر الأوروبي كانت ستنال 350 مليون يورو سنويا، و لمعرفة الفارق بين دوري السوبر الأوروبي و دوري الأبطال دعونا ننظر إلى ما تحصل عليه الأندية من الشامبيونزلييج، ففي دور المجموعات تحصل على 15 مليون يورو فقط .
و يحصل الفائز في دور المجموعات على 2.7 مليون يورو لكل فوز، و 900 ألف لكل تعادل و 9.5 مليون يورو للتأهل إلى دور الستة عشر و 10.5 مليون للعبور إلى دور الثمانية و 12 مليون مقابل الوصول للمربع الذهبي.أما طرفا النهائي فيحصلان على 15 مليون يورو و ينال البطل 4 ملايين يورو إضافية.
في الموسم الماضي عندما نال بايرن ميونيخ الألماني دوري الأبطال حقق أقصى عائد ممكن من هذه المكافآت المالية و لم تتجاوز في النهائية 82 مليون يورو.
و عندما ننظر لحجم تأثر كبيري إسبانيا بجائحة كورونا سنجد أن الناديين قد بلغت ديون كل منهما بنهاية الموسم المنقضي إلى ما يقارب المليار يورو، و من ثم لا يعد غريبا أن تسعى تلك الأندية إلى كل السبل لتعويض خسائرها الكبيرة.
ما كان لافتا في المواقف الرافضة لمشروع دوري السوبر الأوروبي هو موقف مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا الذي انتقد المسابقة و فكرتها قبيل إعلان إدارة النادي الانسحاب منها.كما أن جمهور ليفربول و تشلسي كانت اعتراضاتهما قوية على المشروع ناهيك من دخول رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون على خط الأزمة.
المهم في هذا الموضوع هو أن البطولة أرجئت أو انتهت و أن فلورنتينو بيريث رئيس ريال مدريد سيخسر الكثير بعد هذا الطرح، و من دون شك سيقوم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم -يويفا- بتغييرات كبيرة في الفترة المقبلة تعيين الأندية على تجاوز تعثراتها المادية ولا تحرم الجمهور من متعته الكبيرة لأن الكرة للفقراء.
مواضيع مرتبطة