دوري لويس سواريز

 

توج أتليتكو مدريد بالدوري الإسباني لكرة القدم للمرة الحادية عشرة في تاريخه في الجولة الأخيرة من الليجا بعد منافسة مع ريال مدريد حتى الرمق الأخير، و خرج برشلونة من السباق نحو اللقب عندما خسر أمام سلتا فيغو في الجولة قبل الأخيرة بهدف لاثنين.

دوري هذا الموسم اتسم بالإثارة حتى لحظاته الأخيرة، وبدا في بعض الأوقات إن الثلاثة الكبار في إسبانيا لا يرغبون في اللقب، فحين يسقط المتصدر يتعثر الملاحقون- ريال مدريد وبرشلونة- و العكس صحيح.

لكن النقطة التي أراها فارقة في فوز الروخي بلانكوس باللقب هي دور المهاجم الفذ لويس سواريز، فقد أحرز الدولي الأوروغوياني واحدا و عشرين هدفا و صنع ثلاثة أهداف في مسيرة فريقه نحو لقب الدوري الغائب عن خزائن الأتليتيكو منذ موسم 2013-2014.

و شاهد عشاق الدوري الإسباني كيف كانت أهدافه حاسمة خاصة في أخر مباراتين أمام أوساسونا-في الجولة 37- و أمام بلد الوليد ليبكي صاحب الأربعة و الثلاثين عاما بعد انتهاء المباراة و يتذكر بحسرة كيف تخلى عنه برشلونة -ناديه السابق- بناء على تعليمات المدرب الجديد رونالد كومان.لقد قال سواريز عقب المباراة إنه عومل باستحقار في برشلونة في الأسابيع الأخيرة له هناك.نعم لم تقدر إدارة البلاوغرانا خدمات اللاعب الذي حقق معه 13 لقبا مختلفا منها لقب دوري أبطال أوروبا موسم 2014-2015 وأربعة ألقاب في الدوري و أربعة في الكأس.تناسى جوسيب ماريا بارتوميو رئيس نادي برشلونة حينئذ أن سواريز أصبح ثالث هداف في تاريخ النادي برصيد 198 هدفا بعد ليونيل ميسي وسيزار ألفاريز (232).

لكن عقلية المقاتل أو المحارب هي التي تغلبت على عواطف البوستيليرو-أي مطلق النيران بالإسبانية- حيث انتقل سواريز إلى أتليتكو مدريد مقابل 6 ملايين يورو، لكنه كتمها في قلبه، إنه سينتقم في الملعب! ليكرر ما فعله دافيد فيا حين انتقل صيف العام 2013 من البارصا إلى أتليتكو مدريد ليحقق في الموسم الجديد لقب الليجا العاشر لنادي العاصمة.

قصة لويس سواريز تعد ملهمة لكل الأجيال الحالية و الصغيرة في شتى المجالات، فالحياة لن تتوقف على مؤسسة معينة أو نادٍ بعينه، فأرض الله واسعة و كما تقول الحكمة الفرنسية " من يرغب يستطيع".